االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أبيات شعرية خالدة:
( 1)
يا من يرى ما في الضمير ويسمعُأنـت المُعِـدُّ لكـلّ مـا يتوقَّـعُ
يا مـن يُرجَّـي للشدائـد كلِّهـايا من إليه المشْتَكَـي والمفْـزعُ
يا من خزائن رزقه في قول كُـنْأَمْنُنْ فإن الخيـرَ عنـدك أجمـعُ
ما لي سوى فقري إليـك وسيلـةٌفبالافتِقـارِ إليـكَ فقـري أدْفـعُ
ما لي سوى قَرعي لبابـك حيلـةٌفَلَئِن رُدِدْتُ فـأيَّ بـابٍ أقـرعُ
ومَن الذي أدعو وأهتِف بإسمـهإن كان فضلُك عن فقيرِك يُمْنَـعُ
حاشا لفضلك أن تُقَنِّـطَ عاصيـاًالفضلُ أَجْزلُ والمواهب أوْسَـعُ
(أبوالقاسم السهيلي)
(2)
مَن كان يَمْلِك درهميـن تعلَّمـتشَفتـاه أنـواعَ الكـلام فـقـالا
وتقدَّم الفصحاءُ، فاستمعـوا لـهورأيتَـه بيـن الـوَرَى مختـالا
لولا دراهمُه التـي فـي كيسـهلرأيتَـه شـرَّ البريـة حــالا
إن الغَنِـي إذا تكـلـم كـاذِبـاًقالوا: صَدقتَ، وما نَطَقتَ مُحالا
وإذا الفقيرُ أصاب قالوا: لم يُصِبوكذبتَ يا هذا، وقُلـتَ ضـلالا
إن الدراهمَ في المواطـنِ كلِّهـاتكسو الرجـالَ مهابـةً وجـلالا
فهي اللسان لمـن أراد فصاحـةًوهي السـلاحُ لمـن أراد قتـالا
(أبو العيناء)
(3)
نصَحْتُ لِعارضٍ وأصحابِ عارِضٍورَهْط بني السوداءِ والقومُ شُهَّدي
أمَرْتُهم أَمـري بِمُنْعَـرَجِ اللِّـوَىفلم يستبينوا الرشدَ إلاَّ ضُحى الغَدِ
فلمّا عَصَوْني كنتُ منهم وقد أرَىغَوايَتَهـم أو أننـي غيـرُ مُهتـدِ
وَهَل أنا إلاَّ مِن غَزِيَّـةَ إن غَـوَتْغَوَيْت وإِن تَرْشُد غَزِيَّـةُ أَرْشُـدِ
(دريد بن الصمة)
(4)
قل للذي بصروفِ الدهرِ عَيَّرَنـاهل حارب الدَّهرُ إِلاَّ مَن له خَطَرُ
أما ترى البحرَ تعلو فوقه جِيَـفٌويستقر بأقصى قعـرِه الـدُّرَرُ
فإن تكن نَشِبت أيدي الزمان بنـاونالنا من تمادي بؤسه الضـررُ
ففي السماء نجومٌ ما لهـا عـددٌوليس يُكْسَفُ إلاَّ الشمسُ والقمرُ
(شمس المعالي قابوس)
(5)
أرى الموتَ يعتام الكرامَ ويصطفيعقيلـةَ مـالِ الفاحـشِ المتشـدِّدِ
أرى العيشَ كنزاً ناقصاً كلَّ ليلـةٍوما تَنْقُص الأيـامُ والدهـرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْرُكَ إن الموتَ ما أَخطأ الفتـىلك الطِّوَلِ المرْخَي وثِنْيـاه باليـدِ
(طرفة بن العبد)
(6)
بكيتُ على سِرْبِ القطا إذ مَرَرْنَ بيفقلـتُ، ومثلـي بالبكـاءِ جديـرُ:
أَسِرب القطا، هل مَن يُعير جناحَـهلَعلّي إلى مَن قـد هويـتُ أطيـرُ
فجاوَبنني مِنْ فَوقِ غُصـنِ أراكـةٍألا كُلُّنـا يـا مُستعـيـرُ مُعـيـرُ
وأيُّ قطـاةٍ لـم تُعِـركَ جناحَهـافعاشت ببـؤسٍ، والجنـاحُ كسيـرُ
(العباس بن الأحنف)
(7)
إذا قلتَ في شيء: نعم فأَتِمَّـهُفإنّ نعم دَينٌ على الحُرِّ واجِبُ
وإلاّ فقُل:لا واسْتَرِح وأَرِح بهالكيلا يقولَ الناسُ:إنكَ كـاذِبُ
(هَرِمُ بن غنامٍ السَّـلولي)
(
أعينـي جـودا ولا تجمـداألا تبكيان لصخـر النـدى
ألا تبكيان الجريء الجميـلألا تبكيـان الفتـى السيـدا
طويل النجاد رفيـع العمـادسـاد عشيـرتـه أمــردا
إذا القـوم مـدوا بأيديهـمإلى المجد مـد إليـه يـدا
فنال الـذي فـوق أيديهـممن المجد، ثم مضى مصعدا
يكلفـه القـوم مـا عالهـموإن كان أصغرهـم مولـدا
ترى المجد يهوي إلى بيتـهيرى أفضل الكسب أن يحمدا
وإن ذكـر المجـد ألفيتـهتأزر بالمجـد ثـم ارتـدى
(الخنساء)
(9)
دعني أجد إلى العلياء فـي الطلـبوأبلغ الغاية القصوى مـن الرتـب
لعل عبلة تضحـي وهـي راضيـةعلى سوادي، وتمحو صورة الغضب
إذا رأت سائـر السـادات سائـرةتزور شعري بركن البيت في رجب
وقد طلبـت مـن العليـاء منزلـةبصارمـي لا بـأمـي ولا بـأبـي
وتوعدنـي الأيـام وعـدا تغرنـيوأعلـم حقـا أنـه وعـد كــاذب
خدمـت أناسـا واتخـذت أقاربـالعوني، ولكن أصبحـوا كالعقـارب
ينادونني في السلم: يا بـن زبيبـةوعند صدام الخيل: يا بن الأطايـب
ولولا الهوى ما ذل مثلـي لمثلهـمولا خضعت أسـد الفـلا للثعالـب
سيذكرني قومي إذا الخيل أصبحـتتجول بها الفرسان بين المضـارب
فـإن نسونـي فالصـوارم والقنـاتذكرهم فعلـي ووقـع مضاربـي
فيا ليت أن الدهـر يدنـي أحبتـيإلـي كمـا يدنـي إلـي مصائبـي
وليت خيالا منك يـا عبـل طارقـايرى فيض جفني بالدموع السواكب
(عنترة بن شداد العبسي)
(10)
يا من يلي أمـر القضـاء وذاك من سوء القضاء
ويل لقاضي الأرض يـوم الدين من قاضي السماء
كم من يتيـم قـد حشـوت غناه في ذاك الوعـاء
ولرب ثكلى قـد تـركت بعينهـا أثـر البكـاء
فسمنت من هزل اليتيـمنعم، ومن غزل الإمـاء
(بديع الزمان الهمذاني)
(11)
يمشي الفقير وكل شيء ضدهوالناس تغلق دونـه أبوابهـا
وتراه مبغوضا وليس بمذنبويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروةخضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا عابـرانبحت عليه وكشرت أنيابهـا
(العباس بن الأحنف)
(12)
إذا المرء وافى منزلا منك قاصداقراك وأرمتـه لديـك المسالـك
فكن باسما فـي وجهـه متهلـلاوقل: مرحبا، أهلا، ويوم مبارك
وقدم له ما تستطيع مـن القـرىعجولا، ولا تبخل بما هو هالـك
فقد قيـل: بيـت سالـف متقـدمتداوله زيـد، وعمـرو، ومالـك
بشاشة وجه المرء خير من القرىفكيف بمن يأتي به وهو ضاحك؟
(شمس الدين البديوي)
(13)
يا من يرى مد البعوض جناحهـافي ظلمة الليـل البهيـم الأليـل
ويرى مناط عروقها في نحرهـاالمخ من تلـك العظـام النحـل
ويرى خرير الدم فـي أوداجهـامتنقلا من مفصـل فـي مفصـل
ويرى وصول غذاء الجنين ببطنهافي ظلمة الأحشاء بغيـر تمقـل
ويرى مكان الوطء من أقدامهـافي سيرها وحثيثهـا المستعجـل
ويرى ويسمع حس ما هو دونهـافي قـاع بحـر مظلـم متهـول
أمنن علـي بتوبـة تمحـو بهـاما كان مني فـي الزمـان الأول
(الزمخشري)
(14)
المرء يجمـع والزمـان يفـرقويظل يرقع والخطـوب تمـزق
ولأن يعادي عاقـلا خيـر لـهمن أن يكون له صديق أحمـق
فارغب بنفسك لا تصادق أحمقـاإن الصديق على الصديق مصدق
وزن الكـلام إذا نطقـت فإنمـايبدي عيوب ذوي الكلام المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهممن يستشار إذا استشير فيطـرق
حتـى يجـول بكـل واد قلبـهفيرى ويعرف ما يقول وينطـق
فبذاك يوثق كـل أمـر مطلـقوبذاك يطلق كـل أمـر يوثـق
وإن امرأ لسعتـه أفعـى مـرةتركته حين يجـر حبـل يفـرق
لا ألفينـك ثاويـا فـي غربـةإن الغريب بكل سهـم يرشـق
ما الناس إلا عامـلان: فعامـلقد مات من عطش وآخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنمـابالجد يرزق منهم مـن يـرزق
لكنـه فضـل المليـك عليهـمهـذا عليـه موسـع ومضيـق
لو سار ألف مدجج فـي حاجـةلـم يقضهـا إلا الـذي يترفـق
إن الترفـق للمقيـم مـوافـقوإذا يسافـر فالترفـق أوفــق
(صالح بن عبد القدوس)
وتقبلوا تحياتي&&&